المستقبـل - الجمعة
15 نيسان 2016
بون: لبنان مهمّ بالنسبة إلى فرنسا والتسوية ممكنة
أكد سفير فرنسا في لبنان ايمانويل بون أن «لبنان مهم بالنسبة إلى
فرنسا والتسوية ممكنة حالياً، ويمكننا أن نساعد الأفرقاء اللبنانيين على التفاهم
حول تسوية تمكنهم من إعادة سير عمل المؤسسات»، موضحاً أن زيارة الرئيس الفرنسي
فرنسوا هولاند للبنان «دليل على التزام فرنسا لبنان ورغبتها في مساعدته». وشدد على
وجوب «أن يتوصل الأفرقاء إلى تسوية، ورسالتنا للخارج هي الحفاظ على لبنان وعدم
زعزعة استقراره وترك اللبنانيين يقررون مصيرهم وعدم تصفية حساباتهم فيه».
وقال بون في لقاء أقامه «المنتدى الفرنكوفوني للأعمال» معه في مطعم
«لو مايون» - الأشرفية أمس، شارك فيه سفيرا المغرب علي أومليل ورومانيا فيكتور
مارسيا، رئيسة بعثة الإتحاد الأوروبي في لبنان السفيرة كريستينا لاسن، المدير
العام لوزارة الطاقة والمياه فادي قمير، الوزراء السابقون ابراهيم نجار وجورج قرم ، فابيان بلينو ابي رميا، وحشد من الشخصيات: «ان زيارة
الرئيس فرنسوا هولاند للبنان تأتي في ظل أوضاع إقليمية وداخلية صعبة، وهي دليل على
التزام فرنسا لبنان ورغبتها في مساعدته، وهي تعي جيداً صعوبة الأوضاع، والفراغ في
موقع الرئاسة، وستشكل الزيارة بداية لمسار ديبلوماسي جديد».
وقال: «الرئيس هولاند لا يحمل معه عصا سحرية لحل المسائل التي
يتوجب على اللبنانيين حلها، ولكن يأتي بتصميم على أن يكون مفيداً ولتشكيل نوع من
توافق الدولي يمكن الأفرقاء اللبنانيين من الإتفاق لحل الأزمة السياسية
والمؤسساتية في هذا البلد. وهذا مهم لأن الوضع في لبنان هش، والبلد عرضة للعديد من
الضغوط والمخاطر، وهذه العناصر لا تسمح بتجميد الأوضاع كما يحكى غالباً، فالوضع
ليس جامداً بل يتدهور، ولبنان في حاجة إلى مؤسسات تعمل، ونحن نرغب في أن نساهم في
ذلك، فلبنان يشكل أولوية للعمل الخارجي الفرنسي».
وأكد أن «الفرنسيين يأخذون دائماً المبادرة لعرض أوضاع لبنان على
نظرائهم الدوليين، وأن الرسالة من زيارة الرئيس هولاند تكمن في بحث وضع لبنان
بمعزل عن أوضاع المنطقة، فلا يجب انتظار انتهاء الحرب في سوريا أو مصالحة إيران
والمملكة العربية السعودية، أو حل القضية الفلسطينية لحل الأوضاع فيه».
وشدد على أن «لبنان مهم بالنسبة إلى فرنسا والتسوية ممكنة حالياً،
ويمكننا أن نساعد الأفرقاء اللبنانيين على التفاهم حول تسوية تمكنهم من إعادة سير
عمل المؤسسات، وبذلك نعطي رسالة حاسمة للمنطقة حول تخفيف حدة التوتر، وهذه الرسالة
تأتي من لبنان وليس من سوريا أو العراق أو اليمن، لأن لبنان يشكل نموذجاً للسلام
والتعايش والتسامح والإنفتاح، ويتوجب لهذا النموذج أن يعيش. وكلنا متفقون اليوم
على أنه يجب المحافظة على لبنان في هذه المرحلة الخطرة في المنطقة».
أضاف: «لا يمكن لفرنسا أن تقوم بكل شيء، ولكن لديها تصميم ورغبة
واقتناع بأن هناك مصلحة دولية وإقليمية للبحث في الملف اللبناني على حدة، وهذا
يتطلب صبراً واقتناعاً، وسنقوم بكل ما في وسعنا لتحقيق ذلك، مع الإحترام الكلي
لسيادة لبنان وللنموذج اللبناني ولحاجات لبنان من أجل أن يعيش ويزدهر».
وعن الدور الذي يمكن لفرنسا أن تؤديه مع الولايات المتحدة وروسيا
من أجل الضغط على حلفائهم الإقليميين لتسهيل الأوضاع في لبنان، قال: «إن الحياة
الديبلوماسية لا ترتكز فقط على الضغط إنما على المصالح أيضاً. حتماً لروسيا
والولايات المتحدة دور مهم، وكذلك للمملكة العربية السعودية وايران، ويجب ألا ننسى
فرنسا وشركاءها الأوروبيين الذين هم شركاء لبنان الأوائل في التجارة والتعليم
والدعم. ولكن المهم أن نتمكن من استنباط مصلحة مشتركة تبرهن أنه يمكننا إحياء
نموذج مهم للمنطقة، نموذج للتعايش والتسامح والإنفتاح والتعددية، وعلى الجميع تحمل
مسؤولياتهم». واعتبر أن «هناك مسؤولية تقع على عاتق اللبنانيين لإعادة إحياء
مؤسساتهم وتطويرها بعد ذلك، ولكن لا يمكن تغيير قواعد اللعبة. هذه هي رسالتنا،
ولهذا يجب أن يتوصل الأفرقاء إلى تسوية، ورسالتنا للخارج هي الحفاظ على لبنان وعدم
زعزعة استقراره وترك اللبنانيين يقررون مصيرهم وعدم تصفية حساباتهم فيه».
وأوضح أنه «يلفتني في كل محادثاتي أن اللبنانيين لا يعتبرون أن في
إمكانهم تقرير مصيرهم، هذا الأمر يمكن أن يكون حصل سابقاً، ولكن الأوضاع تغيرت
الآن والزمن تغير، وللبنان الحق في حياة أفضل. الصعوبة الآن ليست التدخلات
الخارجية، بل انشغال الجميع عن لبنان، ولهذا إن وجود رئيس أمر ضروري. لا أحد الآن
مهتم بلبنان، وكل الذين تصارعوا فيه سابقاً يتصارعون الآن خارجه في دول المنطقة،
لذلك رسالتي للبنانيين هي: تمسكوا بفرصتكم وأوجدوا حلاً للبنان بمنأى عن مشكلات
المنطقة».
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire